تصاعد القمع ضد الصحفيين في إيران.. ومخاوف من "تكميم ممنهج" للأصوات
تصاعد القمع ضد الصحفيين في إيران.. ومخاوف من "تكميم ممنهج" للأصوات
تفاقمت في الأسابيع الأخيرة موجة جديدة من الاعتقالات والمداهمات الليلية في إيران، استهدفت صحفيين وباحثين وناشطين اجتماعيين، في وقت تؤكد فيه منظمات حقوقية أن البلاد تشهد "عودة مكثفة لأساليب الترهيب القديمة" بعد فترة من الهدوء النسبي الذي أعقب احتجاجات عام 2022.
أكدت تقارير ميدانية وشهادات ناشطين في المجتمع المدني والإعلام أن هذه الحملة التي بدأت مطلع نوفمبر الجاري، رافقها تصعيد غير مسبوق في مراقبة المنازل وحسابات التواصل الاجتماعي، فضلاً عن مصادرة ممتلكات وأجهزة إلكترونية ووثائق بحثية، وهو ما يعكس تشديداً واضحاً في القبضة الأمنية ضد الأصوات المستقلة في البلاد، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال"، اليوم الخميس.
استدعاء وتهديد واحتجاز
كشفت منظمات حقوق الإنسان أن عدداً من الصحفيات الإيرانيات تعرّضن للاستدعاء والتهديد والاحتجاز المؤقت بسبب تغطيتهن لقضايا المرأة والعنف المجتمعي والاحتجاجات المهنية، مؤكدة أن التضييق بات يطول كل من يسلّط الضوء على الانتهاكات البنيوية ضد النساء.
وقالت إحدى الصحفيات، فضّلت عدم كشف هويتها لدواعٍ أمنية: "أتلقى استدعاءات متكررة وأُهدَّد بالاعتقال إن واصلت عملي.. أنا لا أخالف القانون، كل ما أفعله هو توثيق معاناة النساء.. لكن يبدو أن السلطة تعد الحقيقة جريمة".
وأضافت بأسى: "الضغط لم يعد مهنياً فقط، بل أصبح شخصياً وافتراضياً. يريدون السيطرة على حياتنا بالكامل، حتى على أنفاسنا. ما أريده هو الحرية لي وللجيل القادم".
إسكات المعرفة المستقلة
وفي عدد من الحالات، داهمت الأجهزة الأمنية منازل ناشطين في المجتمع المدني، وصادرت كتباً ومذكرات ووثائق بحثية، في حين يصفه مراقبون بمحاولة ممنهجة لـ"تجفيف منابع الفكر الحر" واحتكار إنتاج المعرفة في مؤسسات الدولة الخاضعة للرقابة.
وفق تقرير منظمة مراسلون بلا حدود لعام 2024، جاءت إيران في المرتبة 176 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة، ما يجعلها من أكبر السجون للصحفيين في العالم.
وتُظهر بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 70 صحفياً وناشطاً لا يزالون رهن الاعتقال حتى اليوم.
ويحذر ناشطون من أن استمرار هذه السياسات القمعية يهدد بإخماد الفضاء العام وتعميق مناخ الخوف داخل المجتمع الإيراني، ويؤكدون أن "كمّ الأفواه لن يوقف الأسئلة الكبرى التي يطرحها الجيل الإيراني الجديد حول الحرية والمساواة والكرامة".










